top of page

النفحة الزكية في سيرة القاسم بن محمد النفس الزكية

أعقابه رضي الله عنه :
نسبه الشريف :
بعد استشهاد القاسم رضي الله عنه سنة 169 هـ ترك زوجته حاملا بإسماعيل و بقي إسماعيل هذا مكفولا من قبل عمه عبد الله الأشتر إلى أن قتل ثم كفله عمه إبراهيم إلى أن اصبح راشدا و تزوج و رزق بأولاد كثر ؛ و قد اختلف النسابون في ولد إسماعيل هذا فبينما يذكر أبو الحسن علي المدائني باعتبار القاسم هو القاسم بن إبراهيم بن النفس الزكية أن إسماعيل رزق بولد واحد وهو أحمد المجنون و له ذرية بينبع و المدينة ذهب صاحب الدوحة أبو الحسن الحسيني إلى أن إسماعيل له : أحمد و داواد و عيسى و موسى و محمد و إبراهيم و الحسن و علي , و اقتصر النسّابة يحيى بن جعفر العلويّ المدنيّ، وكان موجودا بعد الثلاثمائة في كتابه الأنساب على أحمد و داواد و لأحمد ولد بينبع و لدواد ولد بالمدينة 
أما النسابة الشّريف بدر الدّين حسن بن محمد بن حسن الحسنىّ العلوىّ المتوفى سنة 809 هـ في كتابه النسب فذكر أن المعقب من ولد إسماعيل هو أحمد و إبراهيم و دواد و له غير ذلك لكنهم غير معقبين 
بينما يذهب ابن كلبون العباسي إلى ان داود و عيسى و علي من ولد أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن النفس الزكية 
و هكذا اختلف النسابون في عقب هذا الشريف : لكننا وجدنا من اختلف عنهم كثيرا حين ذهب أن الذي سكن يبنبع من ولد النفس الزكية هو القاسم بن الحسن بن القاسم بن الحسن الأعور بن محمد الكابلي بن عبد الله الاشتر بن النفس الزكية و ليس القاسم بن النفس الزكية و هذا رأي النسابة المؤرخ محمد بن علي بن هارون الموسوي النيسابوري المتوفى  سنة 549 هـ حيث ذكر أن القاسم بن الحسن الأعور سكن المدينة و مات فيها مهاجرا من طبرستان و ترك ولده الحسن فيها ثم ولد الحسن القاسم وولد القاسم إسماعيل الذي سكن ينبع و له فيها ولد و هذا بعيد جدا .
 
 
 
ذكرالنسابة الشريف العلوي أبو الحسن أو أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن علي بن الحسين الأصغر المتوفى سنة 437 هـ في كتابه الدوحة الكبرى أن محمد النفس الزكية أعقب : القاسم وهو أكبر أولاده و عبد الله الأكبر و هو الأشتر و موسى و عيسى و محمد و الحسن و علي و إبراهيم ثم الطاهر و لم يعقب منهم سوى القاسم و عبد الله و إبراهيم و من الإناث فاطمة و زينب و أم كلثوم و خديجة  
بينما أحصاهم النسابة الأندلسي عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد خالد بن خالد بن يزيد السنبري الأزدي العتكي المصري الصواف المتوفى سنة 410 هـ و ذكر أنهم عشرة ذكور و ثلاث نساء و هم : القاسم و عبد الله الأشتر و أحمد و علي و الحسين و الطاهر و إبراهيم و موسى و يحيى و سليمان و من النساء أم سلمة خديجة و أم البنين فاطمة و أم علي زينب

و اقتصر النسابة العباسي ابن كلبون الذي كان حيا سنة 558 هـ على ذكر المعقبين فقط فقال : هم عبد الله الأشتر ( الخارج على الخليفة أبي جعفر المنصور) و القاسم ( الخارج على الخليفة موسى الهادي) و إبراهيم  و ذكر أعقاب كل واحد منهم .

اما النسابة الشّريف بدر الدّين حسن بن محمد بن حسن الحسنىّ العلوىّ المتوفى سنة 809 هـ في كتابه النسب فذكر 11 ذكرا و خمس بنات و هم : أبو القاسم محمد و ذكر له عقبا ثم انقرض و إبراهيم ذكر له عقبا في الكوفة و بغداد و ما وراء النهر و إسماعيل درج و الحسين درج و يحيى لم يعقب و إدريس درج و موسى لم يذكر عنه شيئا و عبد الله الأشتر ذكر له عقبا في العراق و ما وراء النهر و المدينة و القاسم ذكر له عقبا في العراق و المدينة و ينبع ثم الحسن قتل عن غير عقب و أخيرا علي أيضا قتل عن غير عقب أما البنات فهن خديجة و زينب و فاطمة و أم الحسن و أم عبد الله 

هؤلاء إخوة و أخوات القاسم بن النفس الزكية كما ذكرتها كتب الأولين

 

منقول باختصار و تصرف

من كتاب من شهداء آل البيت عليهم السلام للمؤرخ محمد أنمار الكردي الحسني

منقول من مجلة العرفان

 بعقوبة 24 محرم الحرام 1433 هـ

 

إخوانه و أخواته رضي الله عنهم :

هو أبو محمد و أبو إسماعيل القاسم بن أبي القاسم محمد النفس الزكية بن أبي محمد عبد الله المحض الكامل بن أبي عبد الله و أبي محمد الحسن المثنى بن أبي محمد الحسن السبط بن أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه

 

 

 

ولد رضي الله عنه على أرجح الأقوال في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت والده النفس الزكية و جده عبد الله الكامل المحض و هو أكبر أولاده من أم ولد حبشية

 

 

 

بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في 21 من رمضان عام 40 لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على يد الخارجي التكفيري عبد الرحمن بن ملجم عليه لعائن الله و الذي طعنه في صلاة الفجر ؛ بقي هذا البيت العلوي يعرف الحزن و الأحزان و توالت عليهم الابتلاءات التي طالت أعلامهم الميامين ؛ فلحق سيدنا الحسن السبط سيد شباب الجنة وبضعة الرسول الكريم مسموما على أرجح الأقوال  بجده المصطفى صلى الله عليه وسلم و أبيه علي بن أبي طالب , ثم لحقهم أخوه سيد شباب أهل الجنة و بضعة النبي الكريم سيدنا الحسين رضي الله عنه ؛ ثم الحسن المثنى بن الحسن السبط الذي مات مسموما أيضا ثم ابنه عبد الله الذي حبس و عذب إلى لقى ربه شهيدا طيبا , ثم ابنه محمد النفس الزكية الذي قتل لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 145 هـ ثم وريثه في الجهاد ضد الطغيان و رفع الظلم القاسم بن محمد النفس الزكية أكبر أولاده و أشبههم به  خلقا 

قال النسابة الشريف العلوي أبو الحسن أو أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن علي بن الحسين الأصغر المتوفى سنة 437 هـ في كتابه الدوحة الكبرى :( كان أبو محمد القاسم أكبر ولد محمد بن عبد الله بن حسن و كان شبيها بأبيه تمتاما جريئا لا يخاف في الله لومة لائم ...) انتهى باختصار من كتاب الدوحة الكبرى

تعرض القاسم لمضايقات كثيرة من قبل أبناء عمه و إخوته و ذلك لخلقته كما يقول البعض ولهوه المفرط في بداية بلوغه كما قال البعض الآخر ؛ فقد كان أسود اللون قاتمه , تمتاما يحب اللهو في بداية امره لا يبالي بما يجري حوله و كان كل من كان حوله ينتقدونه لعدم اكتراثه بما يجري لآل علي رضي الله عنه مما أدى به في آخر الأمر إلى هجرتهم و البعد عنهم كما فسر البعض , بينما ذهب الآخرون إلى أن القاسم كان معارضا لسياسة جده و أبيه و كان يميل إلى قول جعفر الصادق رضي الله عنهم أجمعين 

بقي أمره مخفيا على إخوته و أعمامه حتى ظنوا أنه قد مات أو أكلته السباع في البراري و بينما كانت تدور رحى الحرب و القتال بين آل عبد الله المحض و آل العباس بن عبد المطلب حول أحقية الخلافة كان القاسم يختفي عن الأنظار غير مهتم بما يحدث إلى أن قتل والده محمد النفس الزكية عام 145 هـ فكان هذا سببا لظهوره مجددا على  الساحة 

قال النسابة العباسي علي بن محمد بن هبة الله المعروف بابن كلبون الذي كات حيا سنة 558 هـ : ( لم يكن القاسم بن محمد بن عبد الله بن حسن يشبه آل الحسن في شيء ؛ كان سكيرا صعلوكا ...همه في النساء و الجواري ...يحب اللهو و مولعا بالقينات...إلى خطفت روح والده الذي خرج على الخلفية ...فأراد القاسم أن يستعيد مكاته بين بني عمه..) قلت : عرف عن النسابة العباسي بن كلبون تحامله على آل علي رضي الله عنه و يستبعد ان يكون القاسم بهذه الصورة التي وصفها به 
ذكرالنسابة الشريف العلوي أبو الحسن أو أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن علي بن الحسين الأصغر المتوفى سنة 437 هـ في كتابه الدوحة الكبرى و النسابة الأندلسي عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد خالد بن خالد بن يزيد السنبري الأزدي العتكي المصري الصواف المتوفى سنة 410 هـ أن القاسم كان متواريا عن الأنظار و لم تكن الخلافة و لا الدنيا همه حتى قتل أبوه و جده فحرك لديه الشعور بالذنب لنصرة والده و جده فعاد إلى ساحة القتال إلى أن قتله الخليفة العباسي موسى الهادي سنة 169 هـ 

و يذكر أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله المدائني المتوفى سنة 224 هـ أن الذي قتل في هذه الفترة هو القاسم بن إبراهيم بن النفس الزكية و ترك ولده إسماعيل في بطن أمه و هذا وهم منه رحمه الله إذ أن غالب المؤرخين ذكروا ان المقتول هو القاسم بن النفس الزكية و أنه ترك ولده إسماعيل في بطن أمه و ليس القاسم بن إبراهيم بن النفس الزكية و من هؤلاء المؤرخين

أبو الحسن الحسيني البغدادي المتوفى سنة 437 هـ في كتابه الدوحة الكبرى و النسّابة يحيى بن جعفر العلويّ المدنيّ، وكان موجودا بعد الثلاثمائة في كتابه الأنساب و النسابة الشّريف بدر الدّين حسن بن محمد بن حسن الحسنىّ العلوىّ المتوفى سنة 809 هـ في كتابه النسب و ابن كلبون المتقدم الذكر و غيرهم مما يرجح روايتهم على رواية النسابة المدائني والنّسّابة أحمد بن عليّ بن السّقّاء الذي تبع المدائني في تحليله

قال الشيخ المطهر بن محمد بن أحمد الجرموزي (1003 هـ /1077 هـ) في كتابه النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة : (ويروى أن السيد سلام الله عليه لم يسمع منه في حال ذلك صوت بل صبر كما روي أن القاسم بن محمد بن عبد الله النفس الزكية رحمه الله لما لزمه الهادي العباسي لعنه الله مثل به بأن وضع على كل عضو نشاراً وقد أقسم لا رحمه الله ليقتلنه قتلة ما قتلها أحد من قبله أحداً قبله، فقال عليه السلام: والله لأصبرن لك صبراً ما صبره أحد قبلي أو كما قال، فلما أن أتوا على أكثره قال الملعون: أرأيت ما فعلت بك؟ فقال ما معناه: ويحك لو تعلم ما أعد لي لما فعلت، وما أعد لك بما فعلت ،فكان هذا حال مولانا السيد عامر رحمه الله ) و هذه الرواية التي نقلها السيد الجرموزي هي الرواية التي ذكرها أبو سهل أحمد بن سهل الرازي (250 هـ /315 هـ ) رواية عن الشريف محمد الأخيضير عن والده الشريف يوسف الخيضير بن إبراهيم بن موسى الجون , لكن المؤرخ  النسابة أبو عبد الله الديار بكري المتوفى سنة 966 هـ في كتابه كتاب ديار بكريه تاريخ حسن بيك ذكر أن القاسم قتل في ساحة المعركة و هي رواية اتفق فيها الدياربكري مع المؤرخ المشهور أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الحلبي المتوفى سنة 556 هـ في تاريخه معتمدا على رواية رفعها إلى المؤرخ المحدث أحمد بن زهير بن أبي خيثمة البغدادي المتوفى سنة 279 هـ ؛ وسواء كانت هذه الرواية راجحة على رواية الرازي و الشريفين الأخضريين فإن كلتا الروايتين تأكدان استشهاد القاسم بن النفس الزكية في عهد الخليفة العباسي موسى الهادي .

مولده الشريف :
محنته رضي الله عنه :
bottom of page